آخر الأحداث والمستجدات
دار الحكيم بمكناس.. صرح علمي للنهوض بالتكوين المستمر للأطباء والطبيبات

تشكل دار الحكيم، التي جرى تدشينها بحر الأسبوع الماضي بمدينة مكناس، فضاء رحبا يروم، بالخصوص، النهوض بالتكوين المستمر للأطباء والطبيبات وتعزيز صحة المواطنين والعمل الطبي.
وأكد الكاتب العام لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عبد الكريم مزيان بلفقيه، في كلمة خلال حفل تدشين “دار الحكيم”، مقر مجلس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء بمدينة مكناس، أن هذه المبادرة تعتبر محطة جديدة في مسار تعزيز مهنة الطب بالمغرب.
وأضاف أن هذه المحطة المهمة، تأتي في سياق دينامية وطنية واسعة، يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لترسيخ أسس مغرب حداثي، قادر على مواكبة تطلعات أبنائه، مبرزا أن ورش إصلاح المنظومة الصحية يشكل ركنًا أساسيًا من هذه الدينامية، عبر تحديث الهياكل وتعزيز الحكامة، وتثمين الكفاءات البشرية.
وفي هذا الإطار، يضيف المسؤول، يبرز دور المجالس الجهوية، ومنها مجلس مكناس، كفاعل محوري في تنزيل هذه الرؤية الإصلاحية على المستوى الترابي، مشيرا إلى أن هذه المؤسسات المهنية مدعوة إلى تأطير الممارسة الطبية والحفاظ على أخلاقياتها، وتعزيز الانخراط الواعي للأطباء والطبيبات في مسيرة التغيير.
وأكد السيد بلفقيه أن “دار الحكيم” بمكناس، بما تحمله من رمزية وقيم، مدعوة لأن تكون أكثر من مقر، وأن تشكل فضاءً حيًا للحوار والمواكبة والتفكير الجماعي وتجويد خدمات المهنة الطبية، بما يليق بمكانتها وبثقة المواطنين فيها، معربا عن الأمل في أن تشكل هذه المعلمة، في زمن التحولات الرقمية الكبرى، فضاءً يحتضن الابتكار، ويساير التطورات التكنولوجية الحديثة.
واعتبر أن هذه المنشأة ليست مجرد فضاء إداري أو مهني، بل هي قبل كل شيء حصن للأمانة والاستقامة، ورمزٌ للواجب الإنساني النبيل، وتكريس للمعرفة العلمية والمهارات الفنية التي تميز مهنة الطب الشريفة، كونَها تجمع بين مقاييس العقلانية، ومبادىء الرحمة، وروح المسؤولية.
وأبرز أن نجاح أي إصلاح صحي يرتكز، بالدرجة الأولى، على الاستثمار في العنصر البشري، باعتباره المحرك الحقيقي لأي تحول مستدام، مشيرا إلى أن الطبيبات والأطباء، إلى جانب باقي مهنيي الصحة، هم عُدَّةُ الحاضر،ِ وذُخْرُ المستقبل، والدعامة الأولى لضمان جودة الخدمات، وحسن تدبير الموارد، وتحقيق القرب من المواطن، بما يحملونه من طاقاتٍ مُتوَقِّدة، ومعارفَ حديثة، وقدرةٍ على التكيّف مع المستجدات التقنية والعلمية.
وأضاف أيضا أن الشراكة المتجددة بين القطاعين العام والخاص، تمثل اليوم ركيزة لا محيد عنها لضمان فعالية المنظومة الصحية الجديدة، وتوسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة، تماشيًا مع الأهداف الكبرى للنموذج التنموي الجديد.
وأشار السيد بلفقيه إلى أن تحدياتِ المرحلةِ الراهنةِ والمستقبليةِ، “تفرضُ علينا جميعًا إحساسًا أعلى بـالمسؤولية الجماعية وبحسٍّ رفيعٍ بالواجب”، مشيرا إلى أن “التجارب، وفي طليعتها جائحة كورونا الأخيرة، علمتنا أن التضامن والتكامل بين جميع مكونات المنظومة الصحية هو السبيل الأنجع لمواجهة الصعاب وتحقيق الأمن الصحي للمجتمع”.
واعتبر الكاتب العام لوزارة الصحة أن “مسؤوليتنا المشتركة تتمثل في أن نحافظ على ثقة المجتمع في طبيبه ومهنته، وأن نجعل مصلحة المريض فوق كل اعتبار”.
وخلص إلى أن هذه المبادرة، ستساهم في إرساء منظومة صحية أكثر نجاعة وإنصافًا وإنصاتا لانشغالات المواطن المغربي وطبيباته وأطبائه على حد سواء.
من جهته، أكد رئيس الهيئة الوطنية للأطباء، الدكتور بوبكري محمدين، أن تدشين هذه المعلمة التاريخية يشكل حصنا للتكوين المستمر للأطباء، ويطمح أن يشكل فضاء يجمع الأطباء والطبيبات من أجل الأمن الصحي وخدمة المواطن والمريض المغربي.
وأضاف السيد محمدين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الاشتغال على هذا المشروع بدأ منذ نحو أربع سنوات إلى أن خرج الآن إلى حيز الوجود، ويشكل “مفخرة لنا جميعا”.
من جانبه، أشار رئيس المجلس الجهوي للأطباء بجهة فاس – مكناس، فؤاد بولعليك، في تصريح مماثل، إلى أن “دار الحكيم” بمكناس، التي أشرفت على إنجازها وتجهيزها الهيئة الوطنية للأطباء، بشراكة مع الهيئة الجهوية للأطباء، تندرج في إطار العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأطباء وصحة المواطنين، من خلال تمكينهم من فضاءات تروم تجويد مهنة الطب والرفع من مستوى التطبيب بالمغرب، معربا عن الأمل في أن يساهم هذا المشروع في النهوض بصحة المواطنين والعمل الطبي في المملكة.
وأضاف أن هذه المنشأة، التي تعتبر الأولى من نوعها على صعيد جهة فاس- مكناس، تشتمل على فضاء للاجتماعات المهنية للأطباء والتكوين الطبي المستمر، وقاعة مؤتمرات تبلغ طاقتها 250 شخصا، وعدة قاعات للتكوين الطبي المستمر، إضافة إلى مكتب هيئة الأطباء المخصص لعمالة مكناس وإقليمي إفران والحاجب.
وبدوره، أكد نائب رئيس هيئة الأطباء بجهة فاس – مكناس، سعيد الفقير، أن هذا الصرح الذي تصل مساحته الإجمالية إلى 1800 متر مربع، يضم العديد من القاعات والمرافق الإدارية المهمة، من بينها قاعة للمؤتمرات وسبع قاعات مخصصة للتكوين المستمر للأطباء والطبيبات، بالنظر إلى الحاجة الماسة للتكوين المستمر في إطار المنظومة الصحية الجديدة.
وأضاف السيد الفقير، أن هذه المنشأة مفتوحة في وجه الأطباء والطبيبات وجميع المشتغلين في الميدان الصحي، كما أنها تقترح أنشطة متنوعة في جميع التخصصات.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2025-05-04 15:45:55 |